تحدث عضو قيادة قوات سوريا الديمقراطية لقمان خليل لصحيفة روناهي، حيال هجمات دولة الاحتلال التركي على المنطقة، وتحضيرات قوات سوريا الديمقراطية QSD للتصدي لهذه الهجمات، وورد اللقاء مع لقمان خليل كالتالي:
كيف تقيمون هجمات دولة الاحتلال التركي الأخيرة؟ ومن هي القوى التي تقف خلف الكواليس وتساند هذه الهجمات؟
أصبح العالم بأسره شاهداً على هجمات دولة الاحتلال التركي الأخيرة، وأن هذه النزاعات التي تدور في الشرق الأوسط باتت طويلة الأمد، حيث يتمثل هدف القوى القمعي بمنع سكان المنطقة من الحصول على حقوقهم الإنسانية، إذ تظهر الهجمات التي تطال لبنان تحت اسم حرب حزب الله وحماس الحقيقة بأكملها، وفي الوقت نفسه، تشن الهجمات على مناطق الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا في ظل تهديدات وهجمات دولة الاحتلال التركي، كما تبذل كافة القوى فرض سيطرتها على أراضي الشرق الأوسط، وإحدى تلك المناطق هي كردستان، وداخل كردستان روج آفا كردستان، نظراً لأن أراضي كردستان أراضي ثرية وتحققت إنجازات كردية داخل روج آفا كردستان، وأن الإدارة الذاتية لا تتفق مع النظام الحالي، لكن الأمر مختلف، مما يجعلها مستهدفة من قبل القوى الحاكمة والمهيمنة، والآن تدور في المنطقة حرب فاقدة المعايير والأخلاق، عندما تشن إسرائيل مثل هذا الهجوم على الشعب الفلسطيني، يتخذ الشعب العالم بأكمله موقفاً ويستنكر ذلك، بالتأكيد نحن بصفتنا قوات سوريا الديمقراطية نساند كافة شعوب العالم التي تقاوم الاحتلال وتدافع عن أرضها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالكرد يلتزم العالم بأكمله الصمت، فقد يتم قتل الآلاف من النساء والأطفال الكرد في كافة أرجاء العالم، وعلى الرغم أن إسرائيل تمتلك قوة هائلة إلا إنها لم ترتكب هذه المجازر بحق الفلسطينيين، كما أن الحرب الحالية في كردستان ليست في سياق جيشان يتحاربان ضد بعضهما البعض، ولكن هذه الهجمات هي هجمات إبادة وتدميرية تنفذها دولة الاحتلال التركي، فهم يبذلون قصارى جهدهم لكسر إرادة الشعب وشرعنتها، ما هي ذرائع تلك الهجمات؟ حيث أن لا وجود لأي مخاطر تهدد دولة الاحتلال التركي على أراضي روج آفا كردستان وشمال شرق سوريا، وحتى الآن، لم تتخطى قواتنا الحدود مطلقًا ولم تنفذ أية عمليات ضد دولة الاحتلال التركي، لذا لا وجود أي مبرر لدولة الاحتلال التركي لمنحها الحق بالقول نتمكن من شن الهجمات، حيث تهدف الهجمات التي تُشن إلى كسر إرادة الشعب الكردي وزعزعة الاستقرار في المنطقة، لأن الحالة التي تعيشها دولة الاحتلال التركي هي حالة من الأزمة والفوضى، لأن من جانب، تحارب المرتزقة الذين ساندتهم لاحتلال مناطق روج آفا كردستان، ومن جانب آخر، الحرب التي يتم خوضها ضد حركة الحرية في كافة أجزاء كردستان الأربعة قد باءت بالفشل، وفي الوقت نفسه، تدهور اقتصادها ولم تعد بمقدور حزب العدالة والتنمية AKP وحزب الحركة القومية MHP أية شيء غير احتلال أراضي الدول الأخرى، ولم يتعاونوا مع حكومة دمشق للحصول على الدعم، والمرتزقة المتواجدة حالياً في المناطق المحتلة تمارس الضغوطات عليها بشدة، حيث كان الأطفال والنساء أكثر استهدافاً في الهجمات التي شنت في الآونة الأخيرة، فأن هدف دولة الاحتلال التركي ليس القوات العسكرية فقط، بل السكان المدنيين أيضاً، وبحسب الأنباء الواردة، فقد استشهد 17 مدنياً خلال هذه الهجمات التي شنتها بالطائرات المسيرة، إضافة لوجود عدد كبير من الإصابات، وأن الأماكن التي تستهدف هي أماكن خدمية.
إلى أي مستوى وصلت استعدادات قوات سوريا الديمقراطية للتصدي لهذه الهجمات؟ وفي حال استمرت هذه الهجمات، ماذا سيكون رد قوات سوريا الديمقراطية؟
يمكننا أن نقول إننا بصفتنا القوات العسكرية قوات سوريا الديمقراطية، في إطار الرد المشروع، لن نترك هجمات دولة الاحتلال التركي التي تستهدف السكان المدنيين دون رد، ونحن، قوات سوريا الديمقراطية، أجرينا استعداداتنا لمواجهة هجوماً كبيراً، وبحسب التقنيات التي تمتلكها دولة الاحتلال التركي فإننا نستعد لمواجهة كافة الهجمات البرية والجوية، ولم تعد تمتلك دولة الاحتلال التركي أي قوة غير تقنياتها التي لم تعد تستطع استخدامها مثل قبل لأنها فاقدة لكل المعايير والأخلاق والإنسانية منذ الأزل، بالإضافة إلى إنها تنتهك قوانينها والقوانين الدولية، لذا على قواتنا أيضاً حماية نفسها والدفاع عن الشعب من خلال اتخاذ وتطوير تدابير احترافية من تجربة حربهم ضد مرتزقة داعش وقوى المرتزقة التابعة لدولة الاحتلال التركي، وهذه التجارب اكتسبتها قوات سوريا الديمقراطية على الصعيد العسكري منذ سنوات طويلة، لذا على شعبنا وكافة قواتنا توخي الحذر من جميع الاتجاهات بعدم إفساح الفرص للمحتل إطلاقاً، وعلى الرغم من كل التقنيات التي تمتلكها دولة الاحتلال إلا أن قواتنا تنفذ العمليات وتدافع عن نفسها وذلك بفضل شهداء المقاومة، وبحسب الأنباء، نفذت قوات سوريا الديمقراطية بعد تلك الهجمات العديد من العمليات الإنتقامية في المناطق المحتلة في إطار الدفاع المشروع، ونحن هناك لحماية شعبنا، ولدينا استعدادات كبيرة وسنستمر في هذا.
في سياق حرب الشعب الثورية، كيف ستخوض قوات سوريا الديمقراطية نضالها؟
وفي الوقت نفسه، في النقطة التي ذكرناها أعلاه كانت تتعلق بحرب الشعب الثورية، لأن الشعب والمقاتلين يخوضون النضال معاً، وشعبنا ومجتمعنا متعلقين بارضهم، كما أن مشاعر الوطنية قوية جداً في روج آفا كردستان، مما يجعل هذا محل فخر واعتزاز بالنسبة لنا، عندما يتخذ شعبنا إلى جانب شبيبته في روج آفا كردستان من كافة المكونات في الجبهات الأمامية، فهذا بحد ذاته نصر كبير، وأينما كان يقع الهجوم كان شعبنا يتحرك ويتجه إلى مكان الحادث لمساعدة قوى الأمن، فهذه رسالة مهمة جداً يتم توجيهه للاحتلال، فقد نظم شعبنا نفسه بروح حرب الشعب الثورية ضد كافة أشكال العنف والظلم، نحن كأبناء روج آفا كردستان في قوات سوريا الديمقراطية سنستمر بخوض النضال لأجل حماية شعبنا، إذن ما هي الأضرار التي خلفتها الهجمات التي شنت في الآونة الأخيرة؟ لقد تحدثنا عن ذلك مرات عديدة، هدف دولة الاحتلال التركي هو تدمير البنى التحتية لحياة الأهالي في المنطقة، فالنسبة لنا كقوات، نولي اهتمامً كبيراً لاستشهاد المواطنين والمقاتلين، بالتالي لقد استشهد العديد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وشعبنا الوطني خلال الهجمات الأخيرة، لذا نستذكر هؤلاء الشهداء، أن هؤلاء الأبطال قد تركوا إرثا عظيماً لنا، بالإضافة إلى ذلك، فإن المصانع التي تم استهدافها هي أماكن خدمية، ولا تمد بقواتنا العسكرية بأي صلة، لكن دولة الاحتلال التركي تعكس هذه الحقيقة من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها، فقد استهدفت مصنعاً للبن في ديرك ومستشفى مدني ومصنع للخياطة، فهل هذه أماكن عسكرية؟ أن الممارسات التي تنفذها دولة الاحتلال التركي غير قانونية وإرهابية، ولا يمكن قبول ذلك تحت أي سبب كان، حيث أنها ترغب باحتلال شمال وشرق سوريا مثلما احتلت عفرين، سري كانيه وكري سبي وتغيير ديمغرافية المنطقة بأكملها.
أخيراً، ما هي رسالتكم لقوات التحالف المتواجدة في أراضي سوريا؟
تلتزم جميع القوى المتواجدة في روج آفا كردستان وإقليم شمال وشرق سوريا تحت اسم التحالف الدولي الصمت حيال الهجمات التي يتم شنها على المنطقة، فهذا يعني إنهم فتحوا المجال الجوي أمام الطائرات التركية،وأن القوى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ما هم إلا حلفاء لدولة الاحتلال التركي، فهم يحمون مصالحهم الشخصية، وفي العديد من الأحيان منحت تلك القوى الضوء الأخضر لدولة الاحتلال التركي، حيث ترغب دولة الاحتلال التركي تحتلالي أراضي روج آفا كردستان براً، لكن لم يتم الموافقة على هجوم بري على المنطقة، أما الهجوم بالطائرات المسيرة يتم شنه بين حين والآخر، ينبغي إظهار رد فعل قوي على ممارسات دولة الاحتلال التركي، لذا على القوى مثل الولايات المتحدة وروسيا والدول العربية الذين لا يرغبون في زعزعة الاستقرار في شمال وشرق سوريا، إظهار ردود أفعال قوية تجاه ممارسات الاحتلال التركي، فقد عاش شعب شمال وشرق سوريا بكافة مكوناته بسلام كبير في ثورة روج آفا كردستان التي اندلعت عام 2011، والآن تريد دولة الاحتلال زعزعة استقرار وسلام المنطقة، ونحن بصفتنا قوات سوريا الديمقراطية سنرد على الهجمات التي تستهدف مناطقنا وشعبنا على أساس الدفاع المشروع.